Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

جيش الزوافا و ثورة الأميرعبد القادر

وبعد غزوه لجبال الشريعة (البليدة والمدية ) وسفوحها وجبال الونشريس وسفوحها ، أوكل الفرنسيون لجيش الزوافا مهمة جديدة تتمثل في قمع ثورة الأميرعبد القادر التي كانت رقعتها تتسع يوما بعد يوم ، وهو ما تم بالفعل ، فكانوا في الصفوف الأولى لجيوش الفرنسيين وكانت معركة تيارت بداية سنة 1834 أول معركة مباشرة يخوضها جيش الأمير مع هذا الجيش من المرتزقة الجزائريين الذين خانوا العهد وانضموا لفرنسا ، أما قبل هذه المعركة فقد إستولى الزوافا على حامية عسكرية على تلة في سفوح الونشريس كان قد وضعها الأمير عبد القادر كمركز رباط ، رابط بها المسلمون كخط دفاع أولي ينذر بسقوط عاصمة دار الإسلام زمالة تيارت -قبل انتقالها- بسقوطها ولما وصل إليها جيش الزوافا أخذها في لمح البصر وهجم على العاصمة وأخدث بقراها التي استبسلت دفاعا عنها مقتلة عظيمة لم يسبق لها مثيل ونهب ما فيها من مأونة .

كانت خطة الأمير تقتضي بالحفاظ على دار الإسلام فقام بنقل عاصمته إلى معسكر(أم-عسكر) ولما دخل جيش الزوافا إلى تيارت لم يجد شيئا فعجز عن مواصلة المسير إلى عمق الصحراء فانسحب حاميا ظهره بمعاهدة ديميشال ماضيا إلى جبال الظهرة من ناحية وادي الشلف أين أسس هذا الجيش ( زوافا ) أول قاعدة برية له خارج العاصمة وكانت مدينة متنقلة اثارها لا تزال موجودة إلى اليوم وتسمى زنقة زواوة.

بعد سنة كاملة من التجهيز نقض الفرنسيون معاهدة دي ميشال وسيروا جيشا خليطا من الفرنسيين و الزوافا وبدؤوا بالهجوم على قرى الظهرة ( شمال غليزان وشرق مستغانم ) فمضوا يسقطونها الواحدة تلو الأخرى حتى وصلوا إلى مدينة مستغانم أين أقاموا أول سجن لهم وكانوا يأخذون الأطفال والنساء أسرى ليجبروا رجالهم على التخلي عن المشاركة مع الأمير في صد غزوهم ، محرقين كل ما وقعت عليه أيديهم !

وفي سنة 1837 ، وفي ظل انتصارات هذا الجيش الموازي للفرنسيين والمساند لهم ( جيش الزوافا ) تشكل جيش من شباب القبائل العربية في الغرب الجزائر والكثير من الأندلسيون سكان المدن و الكراغلة العثمانيين الفارين من المدية ، حيث وحدوا صفوفهم وواجهوا جيش الزواف في واد التافنة فأحدثوا فيهم هزيمة منكرة اضطرت فرنسا بعدها أن تتحايل على الأمير بطلب الصلح فكانت معاهدة التافنة ، إلا أن فرنسا عادت ونقضت العهد مجددا خصوصا بعد ظهور ملامح دولة الأمير المنتشبة بانتصاراتها على الفرنسيين وحلفائهم الزوافا ، وهي الدولة التي أسسها الأمير بمساندة حلفائه من القبائل العربية والاندلسيين والكراغلة في مواجهة الفرنسيين وحلفائهم الزوافا ، فبدأت فرنسا إبتداءا من سنة 1838 بعد أن نقضت عهودها سياسة جيديدة قائمة على حرق الأخضر واليابس في المنطقة (الأرض المحروقة ) متسببة بمجاعة مست أكثر من 500 ألف بشر من سكان الوسط والغرب الجزائري وهو سبب أساسي أدى لضعف دولة الأمير بمواجهة الفرنسيين وحلفائهم جيش الزوافا

زنقة زواوة

زنقة زواوة

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article