Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

البعد الإنساني عند الأميرعبد القادر

البعد الإنساني عند الأمير
البعد الإنساني عند الأمير

يتجسد هذا البعد الإنساني أكثر ما يتجسد في الموقف المشرف، الذي وقفه الأمير عبدالقادر من الفتنة التي كادت تعصف بالأخضر واليابس في سوريا بين المسيحيين والمسلمين، موقف يحتذى به في العلاقات بين الأديان والدول، فاستطاع الأمير في تلك الحوادث الطائفية، أن يجسد التسامح الإسلامي، وأن يسعى جهد المستطاع، إلى حقن دماء المسيحيين، فأمن أكثر من عشرة آلاف من الذين أووا إلى كنفه، وتعهدهم بالنفقة والحماية، بعين لا تنام، حتى أبلغهم مأمنهم، ووصف أحد المسيحيين بلاء الأمير فقال: «لم يفتر الأمير في تلك الفتنة لحظة عن نصرة المظلومين، وإنقاذهم من القتل، وتطبيب الجرحى، وتعزية الثكالى واليتامى، وكان يقضي أكثر الليالي ساهرا، وبندقيته في يده حرصًا على مَن في حماه، فإذا غلب عليه النعاس أسند رأسه إلى فوهتها قليلا..».

لم ينسق الأمير وراء بعض العواطف المتعصبة، التي يتعطل معها كل تفكير وتمييز، فوقف بحزم وصرامة في وجه من يسيئون، عن جهالة، إلى الكتاب والسنة، فجمع الناس وقال لهم: «إن الأديان وفي مقدمتها الدين الإسلامي، أجل وأقدس من أن يكون خنجر جهالة، أو معول طيش، أو صرخات نذالة تدوي بها أفواه الحثالة من القوم.. أحذركم من أن تجعلوا لشيطان الجهل فيكم نصيبا، أو يكون له على نفوسكم سبيل..».
وطبقت شهرة الأمير الآفاق، بعد هذا الموقف الإنساني، وانهالت عليه النياشين، وأغدق عليه التكريم والتبجيل من كل مك
ان.

ولعل الذين لم يتعمقوا في حقيقة الدين الإسلامي، أو لم يعرفوا نبل الأمير وإنسانيته قد أخذ بهم العجب كل مأخذ وتساءلوا كيف يعرض شخص نفسه للخطر لكي يحمي فئة ليست على دينه؟! كملكة بريطانيا التي أرسلت إليه هدية ثمينة متعجبة مستفسرة، فرد عليها بقوله: «إنني لم أفعل إلا ما توجبه على فرائض الإيمان، ولوازم الإنسانية»

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article